تقديري أ . باسم
وشكراً لإجابتك الثرية التي ناقشت فيها تفكير صغيرتي الرائعة التي تهوى الأسئلة وتنتظر إجابات مثل إجاباتك الرقيقة .
اسمح لي أخي الكريم أن أنتقل إلى إجابتك على الكبار وأتفق معك حول أن النظرة للجمال والقبح نظرة نسبية تختلف من إنسان لآخر ,
أما إن لم نربط الإنسان بمخلوقات الله تعالى فبماذا نربطه وكل ما حولنا ينطق بقدرته على الخلق فمن مخلوقاته نشتق الجمال ونلاحظ الجمال ونحب الجمال !
ومن مبدأ التأمل والتفكر والتدبر ننطلق إلى الجمال المطلق في خلقه تبارك وتعالى .
نربط الجمال بالفن فهل يعني هذا أن غير الفنانين لا يدركون الجمال ؟
نحن عندما نربط الجمال بالفن نربطه من وجهة نظر علمية خاصة بالتخصص كالتناسق اللوني والتوازن وغيرها من المصطلحات
مقولة أن الفن بلا قيود تعيدنا إلى زمن مضى كان البعض يعتقد فيه أن الفن للفن ............
اليوم توصلنا إلى حقائق رائعة أن الفن يغذي الحياة ينظمها فن بلا نظام أو تقنين قد يخرج بمخرجات غير التي خططنا لها من الممكن أن تكون مخرجات جديدة ولكنها لن توصلنا لما نريد على سبيل المثال وجود أسس التصميم في أي منتج فني مثل الإيقاع , التوازن , وهكذا ..........
ومن هنا نجد أن حدود الأديان لا تتعارض مع الفنون الحقيقية المنطلقة من أسس وقواعد ثابتة لأن الدين نظام والفن بحاجة للنظام .
أما الفنون ألا مقيدة التي لاتتقيد بضوابط وأسس قد تنتج لنا أشياء رغم جدتها إلا أنها قد تكون بعيدة كل البعد عن مواطن الجمال الضمني بصرف النظر عن كونها جميلة ومبهرة وهذا مانراه ينسكب علينا في الفضائيات ويطلق عليه فن ..أيضاً ...
هناك فرق واضح بين الجمال بمعناه المتكامل موضوعاً وضمناً وبين الجمال الظاهر الذي قد يخدع الكثير ويخفي تحته من المؤذيات ما يخفي .
ولو كانت النظرة للسوام فقط نظرة جمال وتأمل واستفادة لما أباح لنا الشرع قتلها , وكيف اعتبرت من المفسدات التي أمرنا بقتلها ,
نحن أخي الكريم تعجبنا الخطوط والنقوش التي جمل بها الله تعالى الحيات وتفاصيل العقرب ودقة تكوينها , ولكنا لايمكن أن ننسى حجم الأذى الذي قد يصدر منها .
وإذا كانت الحيات والعقارب تنظف الأرض من القوارض والحشرات لأنه يسكن جوعها بأكلها ولو لم تجد شيئاً يأكله يهاجم البشر , ولهذا أنزلت الآيات الحكيمة والأدعية النبوية , للتعوذ بالله العظيم من شر ماخلق وهذا أكبر دليل على أنها قبيحة بوصفه إياها تعالى بشرماخلق .
ولكن تكريمه لنا تعالى كبشر في قوله تعالى:
"ولقد خلقنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا ""
هو الذي ميزنا وسخر لنا هذه المخلوقات جميلها وقبحيها لنتمكن بحكمة العقل أن نستفيد منها في تواجدنا على الأرض ضمن ماسخر لنا من نباتات ومخلوقات لاتعد ولاتحصى ,وقدرنا تبارك وتعالى على استخلاص المفيد من الضار والطيب من الخبيث للإستمرراية حتى يمكننا أن نحقق الحكمة من خلقنا على الأرض وعبادته تعالى على خير وجه .........
أعود واتفق معك مرة أخرى على أن تواجد الاثنين ضروري فلولا القبح لما أدركنا الجمال ولولا الظلام لما عرفنا قيمة النور ومن هنا تسكت الآلية وينطق الجمال بمعاني الجمال مدركاً به ككل متكامل وليس مجزأً .الحيات والعقارب ضرورة لإستمرراية الحياة بتوازن ولكن لو تخيلناها بشعة بدون جمال جلد أو نقوش تجتذب بها فرائسها لو كانت خالية من علامات الجمال فكيف كان وضعها ستكون مظلومة والله عدل لايظلم حتى الضار من مخلوقاته هو يميزه .
ومن
التلبد أستاذي أن نقف عند حدود النظرة العامة المسطحة إن إدراكنا لمحتوى النفع والضرر يؤكد إنسانيتا وتكريمنا على غيرنا من الخلائق .
وتظل الحيات والعقارب ترعبني وأخافها بكل منافعها التي ذكرت ولذا أردد وأعلم صغيرتي قول
""أعوذ بكلمات الله التامات من شر ماخلق في الأرض و السماء ""
تقديري أخي باسم ...على نقاشك الذي منه نستزيد .....
Bookmarks